فصل: الآيات (140 - 141)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 136

أخرج الثعلبي عن ابن عباس، أن عبد الله بن سلام، وأسدا وأسيدا ابني كعب، وثعلبة بن قيس، وسلاما ابن أخت عبد الله بن سلام، وسلمة ابن أخيه، ويامين بن يامين، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا‏:‏ ‏"‏يا رسول الله إنا نؤمن بكتابك وموسى والتوراة وعزير، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بل آمنوا بالله ورسوله محمد، وكتابه القرآن، وبكل كتاب كان قبله، فقالوا‏:‏ لا نفعل‏.‏ فنزلت ‏{‏يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل‏}‏ قال‏:‏ فآمنوا كلهم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله ‏{‏يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ يعني بذلك أهل الكتاب، كان الله قد أخذ ميثاقهم في التوراة والإنجيل، وأقروا على أنفسهم بأن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، فلما بعث الله رسوله، دعاهم إلى أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وذكرهم الذي أخذ عليهم من الميثاق، فمنهم من صدق النبي واتبعه، ومنهم من كفر‏.‏

 الآيات 137 - 139

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال‏:‏ هم اليهود والنصارى، آمنت اليهود بالتوراة ثم كفرت، وآمنت النصارى بالإنجيل ثم كفرت‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏إن الذين آمنوا ثم كفروا‏}‏ قال‏:‏ هؤلاء اليهود، آمنوا بالتوراة ثم كفروا، ثم ذكر النصارى فقال ‏{‏ثم آمنوا ثم كفروا‏}‏ يقول‏:‏ آمنوا بالإنجيل ثم كفروا به ‏{‏ثم ازدادوا كفرا‏}‏ بمحمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏ولا ليهديهم سبيلا‏}‏ قال‏:‏ طريق هدى وقد كفروا بآيات الله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال‏:‏ هؤلاء المنافقون آمنوا مرتين وكفروا مرتين ‏{‏ثم ازدادوا كفرا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال‏:‏ هم المنافقون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن علي أنه قال في المرتد‏:‏ إن كنت لمستتيبه ثلاثا، ثم قرأ هذه الآية ‏{‏إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازداودا كفرا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه عن فضالة بن عبيد أنه أتي برجل من المسلمين قد فر إلى العدو فأقاله الإسلام، فأسلم ثم فر الثانية، فأتي به فأقاله الإسلام، ثم فر الثالثة، فأتي به فنزع بهذه الآية ‏{‏إن الذين آمنوا ثم كفروا‏}‏ إلى ‏{‏سبيلا‏}‏ ثم ضرب عنقه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏ازدادوا كفرا‏}‏ قال‏:‏ تموا على كفرهم حتى ماتوا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي وابن عساكر عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله يقول كل يوم‏:‏ أنا ربكم العزيز، فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز‏"‏‏.‏

 الآيتان 140 - 141

أخرج ابن المنذر وابن جرير عن أبي وائل قال‏:‏ إن الرجل ليتكلم في المجلس بالكلمة الكذب يضحك بها جلساءه فيسخط الله عليهم جميعا، فذكر ذلك لإبراهيم النخعي فقال‏:‏ صدق أبو وائل، أو ليس ذلك في كتاب الله ‏{‏فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال‏:‏ أنزل في سورة الأنعام ‏(‏حتى يخوضوا في حديث غيره‏)‏ ‏(‏الأنعام الآية 68‏)‏ ثم نزل التشديد في سورة النساء ‏{‏إنكم إذا مثلهم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن السدي في الآية قال‏:‏ كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في رسول الله والقرآن، فشتموه واستهزؤوا به، فأمر الله أن لا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره‏.‏

وأخرج عن سعيد بن جبير أن الله جامع المنافقين من أهل المدينة، والمشركين من أهل مكة الذين خاضوا واستهزؤوا بالقرآن في جهنم جميعا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ‏{‏الذين يتربصون بكم‏}‏ قال‏:‏ هم المنافقون يتربصون بالمؤمنين، ‏{‏فإن كان لكم فتح من الله‏}‏ إن أصاب المسلمون من عدوهم غنيمة قال المنافقون ‏{‏ألم نكن معكم‏}‏ قد كنا معكم فأعطونا من الغنيمة مثل ما تأخذون ‏{‏وإن كان للكافرين نصيب‏}‏ يصيبونه من المسلمين قال المنافقون للكفار ‏{‏ألم نستحوذ عليكم‏}‏ ألم نبين لكم أنا على ما أنتم عليه قد نثبطهم عنكم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي ‏{‏ألم نستحوذ عليكم‏}‏ قال‏:‏ نغلب عليكم‏.‏

أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن علي أنه قيل له‏:‏ أرأيت هذه الآية ‏{‏ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا‏}‏ وهم يقاتلونا فيظهرون ويقتلون‏؟‏ فقال‏:‏ ادنه ادنه، ثم قال‏:‏ فالله يحكم بينكم يوم القيامة ‏{‏ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا‏}‏‏.‏

واخرج ابن جرير عن علي ‏{‏ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا‏}‏ قال في الآخرة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ‏{‏ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا‏}‏ قال‏:‏ ذاك يوم القيامة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ‏{‏ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا‏}‏ قال‏:‏ ذاك يوم القيامة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي مالك‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي ‏{‏سبيلا‏}‏ قال‏:‏ حجة‏.‏

 الآية 142

أخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال‏:‏ يلقى على كل مؤمن ومنافق نور يمشون به يوم القيامة، حتى إذا انتهوا إلى الصراط طفئ نور المنافقين ومضى المؤمنون بنورهم، فتلك خديعة الله إياهم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله ‏{‏وهو خادعهم‏}‏ قال‏:‏ يعطيهم يوم القيامة نورا يمشون فيه مع المسلمين كما كانوا معه في الدينا، ثم يسلبهم ذلك النور فيطفئه، فيقومون في ظلمتهم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وسعيد بن جبير‏.‏ نحوه‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال‏:‏ نزلت في عبد الله بن أبي، وأبي عامر بن النعمان‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن أبي الدينا في الصمت عن ابن عباس أنه كان يكره أن يقول الرجل إني كسلان ويتأول هذه الآية‏.‏

وأخرج أبو يعلى عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من حسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن المنذر عن قتادة ‏{‏يراؤون الناس‏}‏ قال‏:‏ والله لولا الناس ما صلى المنافق، ولا يصلي إلا رياء وسمعة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسن ‏{‏ولا يذكرون الله إلا قليلا‏}‏ قال‏:‏ إنما لأنه كان لغير الله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ‏{‏ولا يذكرون الله إلا قليلا‏}‏ قال‏:‏ إنما قل ذكر المنافق لأن الله لم يقبله، وكل ما رد الله قليل، وكل ما قبل الله كثير‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن علي قال‏:‏ لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبل‏؟‏

وأخرج مسلم وأبو داود والبيهقي في سننه عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا‏.‏